- Advertisement -
- Advertisement -
كيفية زيادة شهية الرضيع وأسباب ضعفها
تعد تغذية الرضيع من أهم الأمور التي تشغل بال الأمهات، وخاصة عندما يواجه الطفل مشكلة في الشهية. ويعتبر ضعف الشهية عند الرضع مصدر قلق كبير للوالدين، حيث يخشون على نمو وتطور أطفالهم بشكل سليم.
في هذا المقال، سنتناول أسباب ضعف الشهية عند الرضع والطرق الفعالة لعلاجها، مع تقديم نصائح عملية للأمهات للتعامل مع هذه المشكلة الشائعة.
أهمية الشهية لدى الرضع
الشهية السليمة عند الرضع تعد مؤشراً على صحتهم العامة وتطورهم الطبيعي. فالطفل الذي يتمتع بشهية جيدة يحصل على العناصر الغذائية اللازمة لنموه الجسدي والعقلي. وتختلف احتياجات الرضع الغذائية بحسب أعمارهم، ومن المهم أن يحصل الطفل على كفايته من الحليب في الأشهر الأولى، ثم يبدأ بتناول الأطعمة المكملة مع تقدم العمر.
لكن ما يجب أن تعرفيه عزيزتي الأم، أن كل طفل فريد من نوعه، وما قد يبدو لكِ كضعف في الشهية قد يكون طبيعياً تماماً لطفلك.
فبعض الأطفال يفضلون تناول كميات صغيرة على فترات متقاربة، بينما يفضل آخرون وجبات أكبر على فترات متباعدة. والمهم هو متابعة منحنى نمو طفلك وتطوره بشكل عام.
ما هي أسباب ضعف الشهية عند الرضع؟
لفهم كيفية علاج مشكلة ضعف الشهية عند الرضع، علينا أولاً فهم الأسباب التي قد تؤدي إليها. وتتنوع هذه الأسباب بين الفسيولوجية والنفسية والمرضية، وسنتناول كل منها بالتفصيل.
الأسباب الفسيولوجية
تتضمن الأسباب الفسيولوجية لضعف الشهية عند الرضع:
- تباطؤ معدل النمو بعد الشهر السادس، يتباطأ معدل نمو الطفل مقارنة بالأشهر الأولى، مما يؤدي إلى انخفاض طبيعي في الشهية.
- التسنين، خلال فترة ظهور الأسنان قد يعاني الطفل من آلام في اللثة تجعله أقل رغبة في الرضاعة أو تناول الطعام.
- اكتشاف العالم، مع بدء الطفل في اكتشاف محيطه قد يصبح أقل اهتماماً بالطعام وأكثر انشغالاً بما حوله.
- تفضيلات الذوق، قد يطور الرضع تفضيلات معينة للأطعمة، مما يجعلهم يرفضون بعض الأطعمة الأخرى.
الأسباب النفسية
تلعب العوامل النفسية دوراً مهماً في شهية الرضع، ومنها:
- الإجهاد والتوتر، يمكن أن يتأثر الرضع بالتوتر المحيط بهم، خاصة أثناء وقت الطعام.
- الشعور بعدم الأمان، إذا كان الطفل غير مرتاح أو يشعر بعدم الأمان، قد يؤثر ذلك على شهيته.
- التغييرات في الروتين، الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير المربية أو أي تغيير في الروتين اليومي قد يؤثر على شهية الطفل.
الأسباب المرضية
هناك أسباب مرضية قد تؤدي إلى ضعف الشهية عند الرضع، منها:
1- الإصابة بنزلات البرد أو الأنفلونزا: تؤثر الأمراض البسيطة على شهية الطفل بشكل مؤقت.
2- التهابات الأذن: قد تسبب ألماً عند البلع مما يقلل من رغبة الطفل في الأكل.
3- مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل الارتجاع المعدي المريئي، أو الإمساك، أو عدم تحمل بعض الأطعمة.
4- فقر الدم: نقص الحديد قد يؤدي إلى ضعف الشهية.
5- طفرات النمو: خلال فترات النمو السريع، قد يحتاج الطفل لسعرات حرارية أكثر، وإذا لم يحصل عليها قد يبدو متعباً وضعيف الشهية.
علامات فقدان الشهية عند الرضع
من المهم أن تتعرف الأم على علامات فقدان الشهية عند الرضع حتى تتمكن من التدخل المبكر عند الحاجة.
علامات يجب الانتباه لها
- رفض الطعام بشكل متكرر، إذا كان طفلك يرفض الرضاعة أو الطعام بشكل متكرر ومستمر.
- انخفاض في الوزن، فقدان الوزن أو توقف زيادته لمدة أسبوعين متتاليين.
- تغير في السلوك، الخمول الزائد أو التهيج المستمر.
- قلة عدد الحفاضات المبللة أقل من 6 حفاضات مبللة في اليوم (للرضع).
- تغير في لون البول، بول داكن اللون يشير إلى الجفاف.
- جفاف الفم والشفتين علامة على نقص السوائل.
فتح شهية الرضع بطرق طبيعية
بعد فهم أسباب ضعف الشهية، إليك الطرق الطبيعية لتحسين شهية الرضع.
الروتين الغذائي المناسب
إن اتباع روتين غذائي منتظم يساعد على تنظيم شهية الطفل. حاولي تقديم الوجبات في أوقات محددة كل يوم، مع مراعاة الفترات الزمنية المناسبة بين الوجبات. وللرضع الذين يعتمدون على الحليب فقط، حاولي الرضاعة كل 2-3 ساعات.
أما للأطفال الأكبر سناً، فقدمي 3 وجبات رئيسية و2-3 وجبات خفيفة. ومن المهم أيضاً مراعاة حجم المعدة الصغيرة للرضع، فهي بحجم قبضة يدهم تقريباً. ولذا لا تتوقعي أن يتناول طفلك كميات كبيرة من الطعام في الجلسة الواحدة.
أهمية البيئة المحيطة أثناء الرضاعة
البيئة المحيطة بالطفل أثناء تناوله للطعام تؤثر بشكل كبير على شهيته. واجعلي وقت الطعام وقتاً ممتعاً وهادئاً:
- ابتعدي عن الضوضاء والمشتتات مثل التلفاز أو الهواتف.
- تحدثي مع طفلك بهدوء وابتسمي له.
- اجعلي وقت الطعام وقتاً للتواصل والمحبة.
- تجنبي إظهار التوتر أو القلق أمام الطفل إذا لم يتناول كمية كافية من الطعام.
تنظيم مواعيد الوجبات
يساعد تنظيم مواعيد الوجبات على تعويد جسم الطفل على روتين غذائي سليم:
1- خصصي أوقاتاً منتظمة لتناول الوجبات والوجبات الخفيفة.
2- تجنبي إطعام الطفل بين الوجبات المخطط لها، خاصة العصائر والحلويات.
3- اتركي فترة مناسبة بين الوجبات (حوالي 2-3 ساعات للرضع، و3-4 ساعات للأطفال الأكبر سناً).
4- تأكدي من أن الطفل يشعر بالجوع قليلاً قبل تقديم الوجبة.
أهمية التنويع في الأطعمة
التنويع في الأطعمة ليس مهماً فقط لتوفير العناصر الغذائية المختلفة، بل أيضاً لتحفيز حواس الطفل وزيادة اهتمامه بالطعام:
- قدمي أطعمة مختلفة الألوان والقوام والطعم.
- أدخلي أطعمة جديدة تدريجياً، مع الاستمرار في تقديم الأطعمة المألوفة.
- استخدمي أشكالاً جذابة عند تقديم الطعام للأطفال الأكبر سناً قليلاً.
- شاركي طفلك وقت الطعام وتناولي معه نفس الأطعمة، فالأطفال يتعلمون بالتقليد.
وصفات طبيعية لفتح شهية الرضع
إليك بعض الوصفات الطبيعية التي يمكنك تحضيرها لتحسين شهية طفلك، مع مراعاة عمره.
وصفات للرضع أقل من 6 شهور
للرضع دون الستة أشهر، يعتبر حليب الأم أو الحليب الصناعي هو الغذاء الأساسي والكافي. ولكن في حالات ضعف الشهية، يمكن اتباع هذه النصائح:
- قومي بتدليك بطن الطفل بحركات دائرية خفيفة قبل الرضاعة، فهذا يحفز الجهاز الهضمي.
- قومي بتغيير وضعية الرضاعة وجربي وضعيات مختلفة للرضاعة، فبعض الأطفال يفضلون وضعية معينة.
- اختاري مكاناً هادئاً للرضاعة بعيداً عن الضوضاء والإزعاج.
- التقليل من مشتتات الانتباه وخاصة للرضع الأكبر سناً قليلاً الذين قد ينشغلون بما حولهم عن الرضاعة.
وصفات للرضع أكبر من 6 شهور
بعد بدء الأطعمة التكميلية، يمكنك تجربة هذه الوصفات الطبيعية لتحسين شهية طفلك:
عصير اليانسون: يمكن تقديم ملعقة صغيرة من منقوع اليانسون المخفف قبل الوجبة بحوالي نصف ساعة. واليانسون معروف بخصائصه الهاضمة وقدرته على تهدئة المغص.
الموز المهروس مع الزبادي: الموز غني بالسكريات الطبيعية والزبادي غني بالبروبيوتيك المفيد للجهاز الهضمي.
بيوريه الجزر والتفاح: الجزر والتفاح من الأطعمة المحببة للأطفال وغنية بالفيتامينات والألياف.
العسل مع الحليب الدافئ: للأطفال فوق سن السنة، يمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من العسل إلى الحليب الدافئ (تذكري أن العسل غير آمن للأطفال دون سن سنة).
هريس الأفوكادو: غني بالدهون الصحية والفيتامينات.
حساء الخضار: حساء مصنوع من الخضروات المختلفة مثل الجزر والبطاطا والكوسا، مع إضافة القليل من الأرز.
نصائح للأمهات للتعامل مع ضعف شهية الرضع
إليك بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع مشكلة ضعف الشهية عند طفلك:
♦ الصبر والهدوء: تعاملي مع مشكلة ضعف الشهية بصبر وهدوء، وتجنبي إظهار قلقك أمام الطفل.
♦ تجنبي الضغط: لا تجبري طفلك على تناول الطعام، فهذا قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
♦ كوني قدوة حسنة: تناولي الطعام مع طفلك وأظهري له استمتاعك بالطعام.
♦ قدمي وجبات صغيرة ومتكررة: بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة، يمكن تقديم خمس إلى ست وجبات صغيرة خلال اليوم.
♦ احترمي إشارات الجوع والشبع: تعلمي كيف يعبر طفلك عن جوعه أو شبعه واحترمي هذه الإشارات.
♦ تجنبي المقارنات: كل طفل فريد، فلا تقارني طفلك بأطفال آخرين.
♦ راقبي المعادن والفيتامينات: تأكدي من حصول طفلك على كفايته من الحديد والزنك وفيتامين د، فنقصها قد يؤثر على الشهية.
♦ التحرك والنشاط: شجعي طفلك على الحركة واللعب، فالنشاط البدني يحفز الشهية.
♦ النوم الكافي: تأكدي من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم، فقلة النوم تؤثر سلباً على الشهية.
أخطاء شائعة تؤثر على شهية الرضع
هناك بعض الأخطاء الشائعة التي قد ترتكبها الأمهات وتؤثر سلباً على شهية أطفالهن:
- تقديم الحلويات والعصائر بين الوجبات، هذا يملأ معدة الطفل بسعرات حرارية فارغة ويقلل من شهيته للوجبات الرئيسية.
- الإفراط في تقديم الحليب والإكثار منه، خاصة قبل الوجبات، يملأ معدة الطفل ويقلل من شهيته للأطعمة الصلبة.
- عدم الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات، تقديم الطعام في أوقات غير منتظمة يربك الجهاز الهضمي للطفل.
- الضغط والإلحاح وإجبار الطفل على تناول الطعام يخلق علاقة سلبية مع الطعام.
- تقديم وجبات كبيرة الحجم قد تشعر الطفل بالإرهاق وتقلل من رغبته في تناول الطعام.
- التركيز على الكمية بدلاً من النوعية، والأهم هو جودة وتنوع الأطعمة التي يتناولها الطفل، وليس كميتها.
- استخدام الشاشات أثناء الطعام، مشاهدة التلفاز أو الأجهزة اللوحية أثناء الطعام تشتت انتباه الطفل وتقلل من وعيه بإشارات الجوع والشبع.
- التخويف أو المكافأة بالطعام، استخدام الطعام كوسيلة للعقاب أو المكافأة يشوه علاقة الطفل بالطعام.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينبغي التحدث مع الطبيب في المواقف التالية:
- إذا استمر رفض الطفل للطعام لمدة تزيد عن يومين.
- إذا رافق فقدان الشهية حمى أو إسهال أو قيء.
- إذا لاحظت انخفاضاً في وزن الطفل.
- إذا كان الطفل يبدو متعباً أو خاملاً بشكل غير طبيعي.
- إذا كان هناك تغيير مفاجئ وكبير في شهية الطفل.
الخاتمة
فتح شهية الرضع يعتبر تحدياً للكثير من الأمهات، لكن فهم أسباب ضعف الشهية والتعامل معها بطرق صحيحة يمكن أن يحل هذه المشكلة. وتذكري دائماً أن كل طفل فريد، وما قد ينجح مع طفل قد لا ينجح مع آخر.
الصبر والمثابرة والتنويع في الأساليب هي المفتاح للتعامل مع مشكلة ضعف الشهية عند الرضع. والأهم من كل ذلك هو متابعة نمو طفلك وتطوره، والتأكد من حصوله على التغذية المناسبة لعمره. وفي حال استمرار المشكلة أو ملاحظة أي علامات مقلقة، لا تترددي في استشارة طبيب الأطفال.
الأسئلة الشائعة
1- هل يمكن أن يكون ضعف الشهية عند الرضع مؤشراً على مشكلة صحية خطيرة؟
نعم، في بعض الحالات قد يكون ضعف الشهية المستمر مؤشراً على مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي. وإذا رافق ضعف الشهية وأعراض أخرى مثل الحمى أو الإسهال أو القيء أو فقدان الوزن، فيجب استشارة الطبيب فوراً. وكذلك إذا كان الطفل يبدو متعباً أو خاملاً بشكل غير طبيعي، فهذا قد يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي.
2- ما هي أفضل الأعشاب الطبيعية لفتح شهية الرضع؟
هناك بعض الأعشاب الآمنة التي يمكن استخدامها لتحسين شهية الرضع، لكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطائها للطفل. ومن هذه الأعشاب. اليانسون، الزنجبيل (بكميات قليلة جداً للأطفال فوق سنة)، والنعناع (للأطفال فوق سنتين). وتذكري أن الأعشاب يجب أن تُستخدم بحذر وبكميات مناسبة لعمر الطفل.
3- كيف يمكنني التمييز بين رفض الطعام المؤقت ومشكلة الشهية المستمرة؟
رفض الطعام المؤقت عادة ما يرتبط بظروف معينة مثل التسنين أو المرض البسيط، ويختفي بزوال هذه الظروف. وأما مشكلة الشهية المستمرة فتستمر لفترات طويلة وقد تؤثر على نمو الطفل وتطوره. وإذا كان طفلك يرفض الطعام لمدة تزيد عن أسبوع، أو إذا لاحظت انخفاضاً في وزنه، فمن الأفضل استشارة الطبيب.
4- هل يمكن أن تؤثر الحالة النفسية للأم على شهية الرضيع؟
نعم، الحالة النفسية للأم يمكن أن تؤثر على شهية الرضيع. والأطفال حساسون للغاية تجاه مشاعر من حولهم، خاصة الأم. وإذا كانت الأم متوترة أو قلقة أثناء وقت الطعام، فقد ينتقل هذا التوتر إلى الطفل ويؤثر على شهيته. ولذا من المهم أن تحاول الأم الحفاظ على هدوئها وإيجابيتها أثناء إطعام طفلها.
5- متى يبدأ الطفل بتنظيم شهيته بنفسه؟
عادة ما يبدأ الأطفال بتنظيم شهيتهم بأنفسهم بين عمر السنة والسنتين. وفي هذه المرحلة، يصبح الطفل أكثر قدرة على التعبير عن جوعه أو شبعه. ومن المهم أن تحترم الأم إشارات الطفل وتثق بقدرته على تنظيم تناوله للطعام. ومع ذلك، يبقى دور الأم مهماً في توفير خيارات طعام صحية ومتنوعة، وخلق بيئة إيجابية لوقت الطعام.
